إن كنت من ملاك الطراز الشهير سيفيك من هوندا, فيجب أن تعلم أن سيارتك واحدة من الطرازات الفريدة القابلة للتعديل بشكل كبير, نظرا لما يتوفر لهذا الطراز من تشكيلة واسعة من المحركات عالية الأداء والتي تدعم من أكبر شركات التعديل في العالم بباقة متنوعة من قطع التعديل التي تستطيع أن ترفع أداء السيفيك إلى مستوى "مخيف", قد يتغلب على الكثير من السيارات خارقة الأداء من شركات معروفة مثل بورش وفيراري, وخير دليل على ذلك السيارة التي سنستعرضها من طراز سيفيك لعام 1996، والتي عُدلت بالكامل لتصل إلى قوة جبارة تقدر بـ 750 حصاناً استخرجت من المحرك, لتكون بذلك أقوى سيارة في العالم عُدلت من هذا الطراز تظهر حتى الآن!!المحرك:كانت أولى خطوات تعديل السيارة هي تغيير محركها بآخر مستعار من الطراز الأكبر "بريليود" والذي تقدر قوته الحصانية بحوالي 200 حصان تستخرج من المحرك ذي السعة 2200 سي سي الموزعة على أربع أسطوانات,الأمر الذي يكفل تحويل السيارة من سيارة متواضعة الأداء,إلى سيارة رياضية بحتة,فالمحرك الجديد أقوى من المحرك القديم بحوالي 100 حصان؛ حيث إن المحرك الجديد أكبر من المحرك الأصلي بمقدار600 سي سي, بالإضافة إلى أنه يعمل بخاصية VTECH المسئولة عن تزامن فتح وغلق الصمامات.
تعديل المحرك :بعد أن تم تركيب المحرك الجديد بنجاح والذي تطلب الاستغناء عن بعض التجهيزات مثل التكييف وجهاز الباور ستيرنج,قرر فريق العمل البدء بتعديل المحرك ومن ثم السيارة بالكامل للوصول إلى قوة حصانية متوقعة تقدر بحوالي 750 حصانا.
خطوات تعديل المحرك:1- تعديل أساس المحرك (Engine block) ليتحمل الضغط والحرارة الرهيبة التي ستنتج من محرك قوته تزيد عن 700 حصان وذلك عبر إرساله إلى شركة ERL المخضرمة، والتي قامت بتعديل جدار السلندر وتقويته بطرقها الخاصة من أجل أن يكون أساس المحرك مستعدا لضغط سيتعدى الـ 30 PSI .
2- تغيير صمامات وجه السلندر بأخرى مصنوعة من التيتانيوم ذي القدرة العالية, وجاءت هذه السلندرات بقدرة على الفتح والغلق عبر 5 زوايا مختلفة.
3- تغيير المكابس (البساتم) بأخرى مصنوعة من التيتانيوم من شركة JE pistons والتي اختيرت بعناية لتساعد على خفض نسبة الانضغاط المرتفعة.
4- تغيير عمود المرفق (عمود الكرنك) بآخر مصنوع من التيتانيوم أيضا.
5- تغيير "جوان" وجه السلندر بآخر من الصلب, وأكثر سمكا ليتحمل الحرارة والضغط.
نظام الشحن التوربيني:للحصول على القوة الكبيرة التي طلبها فريق العمل في السيارة، والتي تزيد بنسبة 550 حصانا عن القوة الأساسية للمحرك,يتطلب ذلك استخدام أنظمة الشحن الجبري بجميع أنواعه؛ حيث تم استخدام شاحن توربيني كبير الحجم يستطيع أن يدفع القوة الحصانية للسيارة بشكل كبير,فتم استخدام توربو كبير من شركة Garrett والذي يعمل بتقنية ball bearing التي يضمن سرعة التجاوب, إلى جانب ضمان استخراج القوة الحصانية في المنطقة الوسطى لدورات المحرك, والتي تبدأ من 4000 دورة في الدقيقة، ولتصل السيارة إلى هذه القوة يصل الضغط الناتج عن هذا الشاحن إلى أكثر من 2 بار (أي حوالي أكثر من 24 psi).
نظام ضخ أكسيد النيتروز:للوصول إلى القوة الحصانية التي تقدر بـ 750 حصاناً كان من المحتم استخدام نظام ضخ أكسيد النيتروز أو الذي نطلق عليه NOS كاسم الشهرة, واستخدم في هذه السيارة نظام لضخ النيتروز السائل مباشرة داخل أسطوانة المحرك من شركة ZEX والذي يطلق على هذا النظام Direct port injection .
نظام ضخ الوقود:نظرا للزيادة الكبيرة في نسبة الهواء الداخلة إلى المحرك من الشاحن التوربيني,يجب أن يقابلها زيادة في نسبة الوقود حتى لا ينفجر المحرك داخليا ولزيادة نسبة الوقود الذي سيضخ إلى المحرك:
1- تم تغيير مضخة الوقود بأخرى أكبر من نوع Welbro الأمريكية.
2- تغيير رشاشات أو بخاخات المحرك(injectors) بأخرى ذات سعة 1000 سي سي للرشاش الواحد.
3-تم تغيير خطوط تغذية الوقود بالكامل بأخرى ذات قطر أكبر نظرا لانفجار الخطوط الأصلية عند زيادة الضغط فيها.
بعد استعراض أهم التعديلات التي جُهز بها محرك السيفيك الذي استخرج منه قوة حصانية تصل لـ 750 حصاناً سنستعرض معاً باقي التعديلات التي جهزت بها هذه السيارة لتتحمل هذه الزيادة الرهيبة في القوة الحصانية، لتكون بذلك الحلم الأكثر غرابة، والذي سيلازم ملاك السيفيك من هذا الطراز بعد قراءتهم لهذا التقرير لفترة طويلة من الزمن!!
انظمة التبريد:بسبب الحرارة والضغط الرهيب الذي سيتعرض له هذا المحرك المكون من الأسطوانات الأربع تطلب تجهيز السيارة بنظام تبريد جديد متكامل يستطيع أن يحمي المحرك من خطر الانفجار والتحول إلى قطع صغير في دقائق معدودة، وذلك عبر الآتي:
1. تركيب مبرد داخلي للشاحن التوربيني (intercooler) والذي سيقوم بتبريد الهواء المضغوط من التربو قبل أن يدخل إلى المحرك والمصنوع من الستانلس ستيل المقاوم للصدأ من شركة JE.
2. تركيب مبرد كبير للزيت (oil cooler) من شركة JE.
3. تركيب رادياتير كبير رياضي مصنوع من الألومونيوم صنع خصيصا في إحدى الورش لهذه السيارة.
4. تم توصيل خط من نظام رش أكسيد النيتروز على المبرد الداخلي للتربو لاستخدامه عندما لا يقدر المبرد الداخلي على تبريد الهواء الذي سيدخل إلى المحرك.
انطمة التعليق والمكابح:تم تغيير نظام تعليق السيارة بالكامل بآخر مستعار من الطراز civic type R والذي عُدل بعد ذلك بصورة طفيفة، كما تم تغيير أسطوانات المكابح بأخرى رياضية كبيرة الحجم، مهواة بالإضافة إلى استخدام نوعية خاصة من الإطارات المخصصة لسباقات الربع ميل والتي يطلق عليها (slick tires) والتي ستسمح للسيارة بالقفز عند الانطلاق من الثبات أثناء التسارع العنيف والذي لا يتم عند استخدام إطارات من النوع العادي.
نظام الإشعال والبرمجة:تم تغيير نظام الإشعال بآخر احتراقي من MSD والذي شمل جهازاً لمضاعفة الشرارة وتقسيمها، وأيضاً مكثفات وأسلاك توصيل خاصة وشمعات احتراق من نوع خاص، بالإضافة إلى استخدام حاسب جديد للسيارة من النوع القابل للبرمجة والذي يطلق عليه (Stand alone ECU) ؛ فالزيادة المفرطة في الهواء والوقود وتوقيت الإشعال الجديد ستحتاج إلى حاسب جديد يقوم بحساب نسبة الوقود اللازم ضخها لكل كمية هواء تدخل إلى المحرك.
التعديلات الداخلية والخارجية: 1- تغيير الكراسي الأصلية الثقيلة بأخرى رياضية خفيفة الوزن.
2- تم تركيب قفص من الفولاذ داخل السيارة لحماية السائق في حالة التدحرج والانقلاب والذي يسمى Anti- Roll cage.
3- تركيب الكثير من عدادت القياس لدرجة الحرارة ونسبة المياه والضغط ونسبة ضغط أكسيد النيتروز.
4- تغيير غطاء المحرك (الكبوت) بآخر أخف وزناً مصنوع من ألياف الكربون (Carbon fiber).
5- تغيير الصادم الأمامي بآخر مصنوع من الفايبر وصمم بحيث يُعرض المبرد الداخلي للهواء بأكبر شكل.
تكلفة البناء وزمن الانتهاء:تكلف تعديل هذه السيارة أكثر من 30 ألف دولار أمريكي، أي أكثر من 171 ألف جنيه مصري، بالاضافة إلى أنها قد تحتاج إلى أكثر من سنة كاملة لتعديل السيارة، وكان العائق الأساسي في سرعة الانتهاء من تعديل السيارة هو التكلفة المادية الكبيرة التي لم يستطع صاحب السيارة أن يوفرها دفعة واحدة، فلم تكن هناك مشاكل تقنية أو ميكانيكية أدت إلى طول فترة التعديل.
أداء السيارة:لم يتم تجربة أداء السيارة في إحدى حلبات سباقات الربع ميل حتى الآن، ولكن فريق العمل في السيارة يتوقع أنها ستكسر حاجز الـ100 كم/ساعة في أقل من أربع ثوانٍ بكثير إلى جانب قطع الربع ميل في زمن سيقل عن الـ9 ثوان أيضا بأي حال من الأحوال.